ماذا غنم لخوانجية من المقاطعة؟ - الحسين طراقي*

ماذا لو أردنا أن نحدد نوعية غنائم لخوانجية من المقاطعة إلى حدود الآن؟ ... يخيل إلي أننا سنقر بهذا الاستنتاج أن لخوانجية قضاو الغرض ....

ماذا لو أردنا أن نحدد نوعية غنائم لخوانجية من المقاطعة إلى حدود الآن؟ ... يخيل إلي أننا سنقر بهذا الاستنتاج أن لخوانجية قضاو الغرض ... والسبب في ذلك هو أن هدف ضرب المسار السياسي لغريمهم أخنوش قد تكلل بالنجاح ... وهذا هو ما عبر عنه القيادي لخوانجي بلال التليدي لما قال أن "المؤشرات التي كانت ظاهرة ومتواترة بشأن سيناريو عزيز أخنوش، الأمين العام لتجمع الوطني للاحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري، تهاوت بسبب احتراق هذه الورقة قبل نضجها" ... وأضاف أن هناك "توقعات بقرب مغادرة الرجل للحكومة أو ربما مغادرة حزبه بسبب الغضب الشعبي وغير الشعبي" (آشكاين : الجمعة 18 ماي 2018) ... وهذا من شأنه أن يوجه رسائل واضحة وضمنية للدولة العميقة كما يقول لخوانجية مفادها أن الخطط المبرمجة من طرف المخزن ليست بمنأى من الضربات الكفيلة بإفشالها ... وها هو الدليل ... بل أكثر من هذا، إذا كان الرهان بالنسبة لاستحقاقات 2021 قائم على "الأحرار"، فإن هذا الحزب الإداري قد تم تشويهه من خلال أمينه العام أخنوش وقيادييه بوسعيد الذي وصف المواطنين بالمداويخ والعلمي من خلال فضح صفقة القرن بينه وبين إفريقيا الجنوبية ... وبناء على ما سبق، هل يمكن القول أن حظوظ حزب التجمع لرئاسة الحكومة المحكومة بعد الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 قد تبخرت من الآن ... هذا ما بدأت ملامحه تتبادر إلى الذهن ... إذن، سياسيا، لخوانجية تمكنوا من الحسم مسبقا إلى هذا الحد أو ذاك مع أخنوش الذي راهن عليه النظام لهيكلة الحقل السياسي مستقبلا كما يتوخاه ...

وما دام موضوع أخنوش قد تم طيه بنسب مهمة، بدأنا نسمع خطابين خوانجيين يبدوان متناقضين ... خطاب تروج له مجموعة الوزراء لخوانجية وعبر عنه لخوانجية العثماني والداودي والخلفي والرميد أساسا ويبدو مدافعا على الشركات المستهدفة من المقاطعة ويبتغي شكليا وضع حد للمقاطعة عن طريق الرغيب أو"الإقناع" أو أو "الاعتذار" أو التهديد حتى ... وخطاب مجموعة لخوانجي بن كيران المناقض لخطاب المجموعة الأولى وقد عبرت عنه لخوانجية ماء العينين وحمورو والذي يدافع على المقاطعة وينتقد لغة التهديد ...

فعلى ماذا يدل هذا التباين في خطاب المجموعتين لخوانجيتين حاليا؟ هل هو تعبير عن تناقض فعلي واضح داخل حزب لخوانجية أم أنه عبارة عن توزيع للأدوار بين الطرفين في إطار عملية متكاملة لخلط الأوراق؟

لقد اجتهد لخوانجية كل طرف من جهته من أجل إبعاد تهمة إطلاق مبادرة المقاطعة عنهم ... وقد تولى هذه المهمة كل من العثماني وبن كيران وغيرهم من الطرفين ... هذا مع الإشارة لتدوينة حمورو المعترفة بكون لخوانجية هم المبادرون للمقاطعة والتي "نفاها" بعد ذلك ... لتأتي لخوانجية ماء العينين بتدوينة تسعى من وراءها إلى نفي أن يكون لخوانجية وراء المقاطعة ... ومع ذلك، أبقت على الغموض السابق لما صرحت بما يلي : "انخراط شباب حزب العدالة والتنمية في حملة المقاطعة يعبر عن انتمائهم للمجتمع وتفاعلهم الحي مع قضاياه، ومن حقهم الانخراط في اي مبادرة أو دينامية شعبية، كما من حقهم معارضتها إن اقتنعوا بذلك" ... وقد أضافت أنهم "غير مضطرين لتقديم الحساب ولتبرير مواقفهم لأحد لأنهم لا يوجهون بأجهزة التحكم عن بعد"... كما قالت أيضا : "وإذا انخرطوا في حملة المقاطعة أو النقاش حولها وبخصوصها فذلك حقهم المطلق الذي لا يملك أحد مصادرته" (آشكاين، السبت 5 ماي 2018) ... على كل حال، هذا ما قالته لخوانجية محاولة نفي تهمة إطلاق المقاطعة عن الكتائب الالكترونية لخوانجية ... 

ولكن هاد الدخول والخروج فالهدرة لا يزال مثيرا للغموض ... هل يمكن اعتبار هذا الموضوع متجاوزا الآن؟ كل ما يمكن قوله في هذا الباب هو أن هناك من لخوانجية ومن غير لخوانجية من لا يطيق حتى سماع إثارته ... وهذا من شأنه أن يعفي لخوانجية من تهراس الراس مع هاد المشكل ويجعلهم يتعاطون مع مهمة أخرى أضحت ملحة وهي البحث عن أنجع السبل ل"السليت" من المقاطعة بأقل الخسائر ولم لا القيام بعملية تطهير ينجحون من خلالها في رسم صورة جديدة عن لخوانجية وجعلهم ينعثون ب"رموز الأمانة والشرف" كما هو قصد الدعاية المروجة حول لخوانجي بوانو والتي يعقد عليها لخوانجي بلال التليدي الأمل لتزيين صورة حزب لخوانجية الذي "قدم الاعتذارا للشعب المغربي، وبدأ يضع رجله، ولو بشكل نسبي، في الأرضية الصلبة من خلال موقف فريقه النيابي في مناقشته لتقرير اللجنة الاستطلاعية حول أسعار المحروقات، وذلك عند كشفه للأرباح الخيالية التي تجنيها الشركات من جراء استغلالها الفاحش لتحرير الأسعار وتواطؤها في الاحتكار وقتل المنافسة" ... هذا هو الشغل الشاغل للخوانجية بعدما تحققت لهم الأهداف السياسية التي يرغبون في تحقيقها ... 

في هذا الشوط، انخرط لخوانجي بن كيران معلنا أن المقاطعة مشبوهة أي بمعنى آخر أن لخوانجية لا علاقة لهم بها ... وقد ألمح أنه كان عليها أن تقتصر على شركة إفريقيا بالرغم من كونه من حرر أسعار المحروقات ب"وجهو حمر" ... وبالتالي، فإنه لا يفهم كيف أقحمت شركة سنطرال وسيدي علي في المقاطعة ... بعبارة واضحة، حسب لخوانجي بن كيران، لخوانجية لا علاقة لهم البثة بإطلاق المقاطعة باعتبارها مشبوهة أولا ولكونهم غير مسؤولين عن انتقاء الشركات المقاطعة ثانيا ... وبعد ذلك، تدخل الوزراء لخوانجية للدفاع عن الشركات المقاطعة و"الرغيب" ولتهديد المواطنين كمان ... ثم بعد ذلك، قدم لخوانجية "اعتذار" ... ظاهريا، كل هذا لن يؤدي إلا إلى استنتاج أن لخوانجية لا علاقة لهم تماما بالمقاطعة ... 

وهذا ما أدى ببعض اليساريين إلى اقتناص هذه الخلاصة بسرعة وجعلهم يطرحون التساؤل حول ما إذا ما بقي للمتحفظين سبب للقول بأن لخوانجية هم المبادرون ... بل الخطير في الأمر هو أن بعض اليساريين المتعاطفين مع لخوانجية بدأوا يتلون على مسامعنا الأسطوانة المشروخة حول المؤامرة المحاكة ضد لخوانجية لإلصاقهم تهمة إطلاق المقاطعة وتحميلهم مسؤولية ما ترتب عنها لإضعافهم خصوصا بعد أن تدخلت قناة 2M في الصراع ... وهذا ما من شأنه أن يمنح بشكل مجاني للخوانجية إمكانية اللعب بورقة الضحية من جديد وإطلاق العنان للعويل والبكاء لاستجلاب تعاطف الفئات الفقيرة للشعب المغربي استعدادا للاستحقاقات المقبلة ... 

وهكذا يمكن الخروج بخلاصة أن لخوانجية غنموا على المستوى السياسي أولا وعلى المستوى الدعائي من موقع الضحية كذلك ...

*www.facebook.com/elhoussine.traki